آخر الأخبار

واشنطن تهدد بإلغاء إعفاءات أشباه الموصلات للصين.. تصعيد يهدد الهدنة التجارية


 كشفت مصادر مطلعة عن نية مسؤولين أمريكيين إلغاء الإعفاءات التي تمنح لشركات كبرى مثل سامسونج وإس كيه هاينكس وتايوان لتصنيع أشباه الموصلات، والتي تتيح لها استخدام التكنولوجيا الأمريكية في منشآتها الصينية دون تراخيص منفصلة. يأتي هذا القرار في إطار الحملة الأمريكية المستمرة للحد من نقل التقنيات المتقدمة إلى الصين، مما يثير مخاوف من تجدد التوتر التجاري بين القوتين العظميين.  

أبلغ جيفري كيسلر، المسؤول عن ضوابط التصدير في وزارة التجارة الأمريكية، الشركات المعنية بهذا التوجه الجديد، ووصفه بأنه جزء من استراتيجية أوسع لضمان أمن التكنولوجيا الأمريكية. لكن المصادر أشارت إلى أن القرار قد يتعارض مع روح اتفاق لندن الأخير، الذي اتفق فيه الطرفان على تجنب أي إجراءات تصعيدية جديدة.  

تتمتع الشركات الكورية الجنوبية والتايوانية حاليًا بإعفاءات شاملة تسمح لها بشحن معدات تصنيع الرقائق الأمريكية إلى مصانعها في الصين. وتعد هذه المنشآت جزءًا رئيسيًا من سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات المستخدمة في صناعات حيوية مثل السيارات والإلكترونيات الاستهلاكية.  

حاولت الإدارة الأمريكية تبرير القرار بالقول إنه يهدف إلى تحقيق تكافؤ في شروط الترخيص مع المعايير الصينية، مؤكدة أن المصانع ستظل قادرة على العمل ولكن ضمن ضوابط أكثر صرامة. إلا أن المراقبين يتوقعون أن تعتبر الصين هذه الخطوة انتهاكًا للاتفاقيات القائمة، مما قد يؤدي إلى تجدد التوترات التجارية.  

يواجه القرار معارضة داخل الإدارة الأمريكية نفسها، حيث يخشى بعض المسؤولين من أن يؤدي الإلغاء إلى تعزيز الشركات الصينية المحلية، بينما يؤيد آخرون تشديد القيود لمنع نقل التكنولوجيا المتقدمة. كما قد تواجه واشنطن ضغوطًا من حلفائها في سيول وتايوان، حيث ستتأثر شركاتهما بشكل مباشر بهذا القرار.  

في حال تنفيذ الإجراء، قد تضطر الشركات العالمية إلى البحث عن بدائل للمعدات الأمريكية من اليابان أو أوروبا، أو اللجوء إلى تراخيص فردية لكل شحنة، مما يزيد من تعقيدات العملية ويرفع التكاليف. كما أن مصانع مثل منشأة سامسونج في شيآن الصينية قد تفقد ميزتها التنافسية أمام الشركات الصينية المحلية.  

يأتي هذا التصعيد في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة فرض قيود جديدة على صادرات الرقائق المتطورة إلى الصين، حيث أوقفت مؤخرًا مبيعات بعض الرقائق المتقدمة لشركتي إنفيديا وأدفانسد مايكرو ديفايسز. وتدرس وزارة التجارة الأمريكية إمكانية فرض قيود أوسع على مبيعات معدات تصنيع أشباه الموصلات إلى الصين، رغم تأكيد مسؤول بالبيت الأبيض أن هذه الخطوة ليست قيد الدراسة حاليًا.  

من جهتها، بدأت الشركات الكورية الجنوبية والتايوانية في إبلاغ حكوماتها بهذا التطور، على أمل الضغط على واشنطن لإعادة النظر في القرار. وتأتي هذه الخطوة في وقت تجري فيه هذه الدول مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة حول صفقات أوسع، مما يضيف طبقة إضافية من التعقيد للوضع القائم.  

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.