يشهد قطاع التنبؤ الجوي تحولاً جذرياً بفضل التقنيات الحديثة التي تمكن من تقديم توقعات بدقة تصل إلى مستوى الحي الواحد أو حتى المنزل الفردي. هذا التطور الكبير يعتمد على مزيج مبتكر من الذكاء الاصطناعي ومصادر بيانات غير تقليدية، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام قطاعات الأعمال والأفراد على حد سواء.
في قطاع توصيل الطلبات عبر الدرونز، أصبحت هذه التكنولوجيا ضرورة ملحة. حيث تشير شركة DroneUp المتخصصة إلى أن ربع حالات تعطل عملياتها تعود لأسباب جوية، ما يبرز الحاجة الملحة للتنبؤات الدقيقة. التقنيات الجديدة مثل نظام CBAM من شركة Tomorrow.io تتفوق بشكل كبير على الأنظمة التقليدية، حيث توفر دقة تصل إلى عشرات الأمتار مقارنة بثلاثة كيلومترات في الأنظمة القديمة.
تعتمد هذه الطفرة التكنولوجية على مصادر بيانات متعددة تتجاوز الوسائل التقليدية. تشمل هذه المصادر مليارات الأجهزة الذكية المتصلة التي تعمل كمستشعرات جوية غير مقصودة، بالإضافة إلى شبكات محطات الطقس المصغرة وأنظمة اللايدار التي تقيس سرعات الرياح بدقة عالية.
الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت تتبنى هذه التقنيات لتحسين خدماتها السحابية الموجهة للقطاع الزراعي. كما أصبحت حلول الطقس الدقيقة في متناول الأفراد عبر أجهزة مثل Tempest التي تتيح للمستخدمين مراقبة الظروف الجوية حول منازلهم بدقة غير مسبوقة.
تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل حاسم في معالجة هذه الكميات الهائلة من البيانات وتحويلها إلى تنبؤات قابلة للاستخدام. مشاريع مثل تطبيق CAMALIOT التابع لوكالة الفضاء الأوروبية تعتمد على جمع البيانات من هواتف المستخدمين لتحسين نماذج التنبؤ الجوي.
إرسال تعليق