في تحرك يعكس حدة المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، كشفت تقارير عن قيام ميتا باجتذاب نخبة من علماء الذكاء الاصطناعي من كبرى الشركات المنافسة بما في ذلك جوجل. هذا الجهد يندرج ضمن استراتيجية الشركة لتشكيل فريق بحثي متخصص في تطوير الذكاء الاصطناعي الشامل، وفق ما أفادت به مصادر متطابقة.
المفارقة تكمن في أن هذه الجهود التوسعية تصادفت مع تصريحات مثيرة لسام ألتمان الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي، كشف خلالها عن محاولات ميتا الفاشلة لاستقطاب كوادره البحثية بعروض مالية خيالية وصلت إلى مئة مليون دولار. ألتمان أشار في بودكاست إلى تفوق بيئة أوبن إيه آي الإبداعية على ما توفره ميتا من حوافز مادية.
تقارير بلومبيرغ كشفت النقاب عن استراتيجية ميتا العدوانية في سوق المواهب، حيث يشارك مارك زوكربيرغ شخصيًا في عملية التوظيف، إذ يجري المقابلات من منزله ويتواصل مباشرة مع المرشحين. هذه الجهود أثمرت عن انضمام أسماء لامعة مثل جاك راي الباحث الرئيسي في جوجل ديب مايند ويوهان شالكويك خبير التعلم الآلي في سيسامي.
الاستثمارات الضخمة لم تتوقف عند حدود الرواتب، بل شملت صفقات استحواذ كبرى مثل صفقة سكيل إيه آي التي بلغت قيمتها أربعة عشر مليار دولار مقابل حصة نسبتها تسعة وأربعون بالمئة. هذه الخطوة من المتوقع أن تفتح الباب أمام انتقال مجموعة من علماء الشركة إلى ميتا، التي تهدف إلى تعيين خمسين خبيرًا جديدًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
هذه التحركات تعكس الإدراك المتزايد لأهمية العنصر البشري في سباق الذكاء الاصطناعي، حيث تتنافس الشركات التقنية الكبرى ليس فقط على المنتجات والتقنيات، بل أيضًا على العقول التي ستقود الثورة التقنية القادمة. ميتا تبدو مصممة على تعويض تأخرها النسبي في هذا المجال عبر استراتيجية واضحة تقوم على اجتذاب أفضل المواهب العالمية بكل الوسائل الممكنة.
إرسال تعليق