يشهد سوق العمل التقني تحولات جذرية تدفع خبراء الاقتصاد لإعادة النظر في النصائح التقليدية للشباب، حيث أصبحت النصيحة الشهيرة "تعلم البرمجة" التي كانت تقدم قبل خمس سنوات فقط أسوأ من "الحصول على وشم على الوجه" وفقًا لتعبير خبير المخاطر العالمي إيان بريمر.
يأتي هذا التحذير في ظل التغيرات الجذرية التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في قطاع التكنولوجيا، حيث أصبح قادرًا على إنجاز مهام كانت حكرًا على المبرمجين البشر. وأشار بريمر إلى أن التطور التقني السريع تجاوز بكثير المسار الوظيفي التقليدي في مجال البرمجة، لدرجة أن بعض كبار المطورين يواجهون الآن صعوبات مالية غير متوقعة.
وتكشف البيانات الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك عن صورة مقلقة، حيث سجل خريجو علوم الحاسوب معدل بطالة بلغ 6.1% بينما وصل إلى 7.5% لخريجي هندسة الحاسوب، متجاوزًا معدل بطالة خريجي الصحافة والعلوم السياسية. هذه الأرقام تمثل صدمة لمجال كان يعتبر في السابق من أكثر المسارات المهنية أمانًا وربحية.
في خضم هذه التغيرات، بدأت تظهر نصائح جديدة تحث على "تعلم الذكاء الاصطناعي"، لكن الخبراء يحذرون من تكرار نفس الأخطاء. جو بروكوبيو، رجل الأعمال التقني المعروف، يشير إلى ظهور جيل جديد من المطورين الذين يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي مثل GitHub Copilot دون فهم عميق للأساسيات، مما ينتج عنه "أكواد رديئة" وفق تعبيره.
هذه التحولات تطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل العمل في القطاع التقني. بينما يتوقع بعض المحللين مثل المؤرخ روتجر بريجمان أن النظام الرأسمالي سيخلق فرص عمل جديدة لتعويض المفقود، يبقى السؤال الأكبر حول طبيعة المهارات التي ستكون مطلوبة في سوق العمل المستقبلي الذي يتشكل أمام أعيننا.
إرسال تعليق