تعيش شركة ديب سيك الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي حالة من الترقب بعد أن اضطرت لتأجيل إطلاق نموذجها الأحدث R2 نتيجة عقبات تقنية واجهتها عند محاولة تدريبه على رقائق هواوي. القرار جاء بعد ضغوط من السلطات الصينية التي شجعت الشركة على الاعتماد على معالجات Ascend المحلية بدلاً من رقائق إنفيديا التي تفرض عليها واشنطن قيوداً مشددة.
الشركة كانت قد نجحت مطلع هذا العام في إصدار نموذج R1 لكنها اصطدمت بمشاكل متواصلة في مرحلة تدريب R2 على رقائق هواوي، وهو ما دفعها إلى العودة لاستخدام إنفيديا في عملية التدريب والاكتفاء برقاقات هواوي في مرحلة الاستدلال، أي المرحلة التي يستخدم فيها النموذج المدرب لتوليد الردود وتنفيذ المهام. هذه الصعوبات تسببت في تأجيل الإطلاق الذي كان مقرراً في مايو الماضي لتخسر ديب سيك بعضاً من تفوقها أمام المنافسين.
بحسب مصادر مطلعة، أرسلت هواوي فريقاً من مهندسيها إلى مقر ديب سيك في محاولة لدعم الشركة وتمكينها من استخدام شريحة Ascend بفعالية، إلا أن النتائج لم تكن بالمستوى المطلوب. ورغم استمرار العمل المشترك ما زال التدريب الكامل للنموذج على هذه الرقائق غير ممكن. مؤسس الشركة ليانج وينفنج أعرب عن عدم رضاه عن التقدم الحالي، مؤكداً أن الهدف هو بناء نموذج أكثر تطوراً يحافظ على موقع الشركة الريادي في مجال الذكاء الاصطناعي حتى وإن استغرق ذلك وقتاً أطول.
إلى جانب المشاكل التقنية واجهت ديب سيك تحديات أخرى أبرزها طول فترة وسم البيانات الخاصة بالنموذج الجديد، ما ساهم في مزيد من التأخير. ومع ذلك تشير تقارير إعلامية صينية إلى أن النموذج قد يرى النور خلال الأسابيع المقبلة.
خبراء القطاع يوضحون أن الرقائق الصينية ما زالت تعاني من ضعف في الاستقرار وبطء في الاتصال بين الشرائح إضافة إلى برمجيات أقل كفاءة مقارنة بإنفيديا، لكنهم يرون أن الأمر مسألة وقت قبل أن تنجح الشركات المحلية في تجاوز هذه العقبات. الباحث ريتويك جوبتا من جامعة كاليفورنيا بيركلي قال إن كثيراً من المطورين باتوا يستخدمون نموذج Qwen3 من علي بابا الذي استلهم من تقنيات ديب سيك لكنه قدم أداء أكثر مرونة وكفاءة.
على الجانب الآخر، تبقى إنفيديا في قلب التوتر بين بكين وواشنطن، حيث وافقت مؤخراً على منح الحكومة الأميركية جزءاً من إيراداتها في الصين مقابل السماح باستئناف بيع شريحة H20. الشركة الأميركية شددت على أن حرمان المطورين من الوصول إلى تقنياتها لن يخدم سوى إضعاف الأمن الاقتصادي والقومي للولايات المتحدة نفسها، مؤكدة أن المطورين هم المحرك الرئيسي لبناء منظومة ذكاء اصطناعي عالمية رابحة.
إرسال تعليق