آخر الأخبار

تحذيرات من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي


 كشفت دراسة طبية حديثة أن الاعتماد الكبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الأورام قد يؤدي إلى تراجع مهارات الأطباء عند غياب هذه التقنيات، ما يثير تساؤلات حول التوازن بين التكنولوجيا والخبرة البشرية.

وأوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلة The Lancet الطبية أن أطباء الجهاز الهضمي الذين اعتادوا استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي أثناء إجراء تنظير القولون سجلوا انخفاضًا في معدلات اكتشاف مؤشرات الأورام عند إجراء الفحوص يدويًا، ما يشير إلى تأثير واضح للاعتماد المفرط على هذه الأدوات على الأداء الإكلينيكي.

وشملت الدراسة أطباء من عدة مراكز بولندية ضمن برنامج تجريبي لدراسة دور الذكاء الاصطناعي في الوقاية من السرطان، وشارك فيها فريق من الباحثين من بولندا والنرويج والسويد والمملكة المتحدة واليابان، ما يضفي مصداقية على النتائج ويؤكد أهمية هذا الاكتشاف على المستوى العالمي.

ويحذر الخبراء من أن هذه النتائج تشكل جرس إنذار لمستقبل الممارسة الطبية، إذ قد يؤدي الاعتماد الكامل على الأدوات الذكية إلى فقدان بعض المهارات الإكلينيكية المكتسبة على مر السنوات، وهي مهارات يصعب استعادتها إذا لم تُمارس بانتظام.

ويشير مختصون في أخلاقيات الطب إلى أن إدخال الذكاء الاصطناعي في غرف الفحص يجب أن يكون أداة مساعدة فقط، دون أن يحل محل الخبرة البشرية، حتى لا يتحول الأطباء إلى مراقبين سلبيين لقرارات الخوارزميات.

ويكمن التحدي الأكبر في ضمان استمرار تدريب الأطباء على مهارات التشخيص التقليدية بالتوازي مع الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي، لتجنب ما يُعرف بـ ظاهرة التراجع المهاري، وهي فقدان الخبرة عند الاعتماد الكلي على التكنولوجيا الحديثة.

ويؤكد الباحثون أن الحل يكمن في نماذج عمل هجينة تسمح للذكاء الاصطناعي بدعم القرارات الطبية، بينما يواصل الأطباء إجراء التقييمات المستقلة والاعتماد على خبراتهم الإكلينيكية، ما يحافظ على جودة الرعاية ويقلل من المخاطر المرتبطة بالاعتماد الكامل على التقنيات الحديثة.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.