أعلنت سامسونج عن تطوير جهاز جديد لقياس نشاط الدماغ يتميز بتصميم بسيط وصغير مقارنة بالأجهزة التقليدية التي تعتمد على أقطاب توضع على فروة الرأس. ويأتي الجهاز الجديد ضمن تعاون مع قسم الهندسة الطبية الحيوية في جامعة هانيانج، تحت اسم Ear-EEG، ويُثبت حول الأذن ليتمكن من التقاط إشارات الدماغ بدقة عالية ودعم تقنيات الواجهة بين الدماغ والحاسوب.
يسمح التصميم المدمج باستخدام الجهاز في الحياة اليومية خارج المختبرات، ما يفتح المجال لتطبيقات متنوعة مثل متابعة النوم في الوقت الفعلي لتعزيز السلامة أثناء القيادة، أو قياس تركيز الطلاب أثناء التعلم. وأشارت سامسونج إلى إمكانية دمج الجهاز مستقبلاً مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل تفضيلات المستخدمين البصرية بدقة عالية، ما يجعله مفيداً في مجالات الترفيه والتسويق العصبي، وعرض محتوى يتوافق مع اهتمامات المشاهد أثناء متابعة فيديوهاته المفضلة.
كما يتوقع الباحثون إمكانية دمج التقنية مستقبلاً في نظارات الواقع المعزز أو سماعات الأذن اللاسلكية لتتيح التحكم في الأجهزة ومراقبة الحالة الذهنية دون أي تدخل يدوي. وأكد الباحث تشانج هوان إيم من جامعة هانيانج أن الابتكار يمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون بين القطاع الأكاديمي والصناعي وله تطبيقات واسعة تمتد من التعليم إلى الصحة النفسية.
وتعكس هذه الخطوة اتجاه سامسونج لتوسيع سوق واجهات الدماغ والحاسوب، الذي لم يعد حكراً على مختبرات الأبحاث أو الشركات الناشئة، بل أصبح هدفاً استراتيجياً للشركات الكبرى مثل سامسونج وأبل. وكانت أبل قد دخلت هذا المجال عبر تعاونها مع شركة Synchron من خلال تقنية Stentrode، التي تمكن المرضى من تحويل أفكارهم إلى أوامر رقمية على أجهزة أبل مثل آيباد وآيفون وVision Pro.
وفي أغسطس الماضي تمكن مريض مصاب بالتصلب الجانبي الضموري من التنقل بين التطبيقات وكتابة النصوص على آيباد دون استخدام اليدين أو الصوت أو العينين، وذلك باستخدام واجهة التفكير التي تربط شريحة Stentrode مع نظام Switch Control في iPadOS. كما أطلقت أبل بروتوكول BCI HID لدمج هذه التقنية ضمن أنظمة iOS وiPadOS وvisionOS بشكل أصيل، مع الاعتماد على شريك متخصص لدمج التقنية ضمن منظومتها البرمجية.
إرسال تعليق