آخر الأخبار

واتساب يوقف روبوتات الذكاء الاصطناعي الخارجية


 أعلنت شركة واتساب عن خطوة جديدة لتقليص استخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي داخل التطبيق بعد تعديل شركة ميتا المالكة له للقواعد المنظمة لعمل الشركات على المنصة، حيث يمنع القرار الجديد تشغيل روبوتات الذكاء الاصطناعي التي تقدم خدمات عامة أو متعددة الأغراض، في محاولة لتنظيم هذا المجال سريع الانتشار داخل واتساب.

من ChatGPT إلى Perplexity وLuzia وPoke، كانت شركات كثيرة تستفيد من قاعدة مستخدمي واتساب الضخمة التي تزيد عن ثلاثة مليارات مستخدم لتقديم مساعدين متعددي الأغراض، لكن ابتداءً من منتصف يناير ستتوقف هذه الإمكانيات، إذ تمنع السياسة الجديدة صراحة أي توزيع أو استضافة لمساعدين متعددي الأغراض عبر واجهة برمجة تطبيقات الأعمال الخاصة بالواتساب.

وقد أضافت ميتا قسمًا مخصصًا في شروطها لمعالجة هذا الاستخدام المتزايد، مؤكدة أنه يُحظر على مزودي ومطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تكون الوظيفة الأساسية لها تقديم خدمات متعددة الأغراض الوصول إلى واتساب للأعمال أو استخدامه. وبعبارة أبسط، إذا كان هدف روبوتك الأساسي هو أن يكون مساعدًا للذكاء الاصطناعي، فلن يكون مسموحًا به بعد الآن.

وأوضحت ميتا لموقع تك كرانش أن هذا التغيير لن يؤثر على روبوتات خدمة العملاء أو الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بطرق محددة ومقيدة، مثل وكيل الدعم الآلي لشركات السفر أو مُجيب حالة الرحلة لشركة طيران، والتي ستستمر في العمل دون مشاكل. وأكدت الشركة أن واجهة برمجة التطبيقات صُممت لدعم الشركات في التواصل مع عملائها وليس لتصبح منصة لتوزيع نماذج الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن المطورين بدأوا مؤخرًا في استخدام الواجهة لأغراض لم تخطط لها واتساب أصلاً.

كما أوضحت ميتا أن تشغيل روبوتات مثل ChatGPT أو Perplexity يشكل ضغطًا كبيرًا على البنية التحتية للواتساب، فهذه الأدوات تولد كمية هائلة من الرسائل وتحميل الوسائط والتفاعلات الصوتية التي تتجاوز بكثير ما صُممت واجهة الأعمال للتعامل معه، كما تتطلب نوعًا مختلفًا من الدعم لم يتم تصميمه لمواجهة هذا التعقيد.

وراء هذه الخطوة، هناك أيضًا دوافع تجارية، إذ تُعد واجهة برمجة تطبيقات واتساب للأعمال مصدر دخل رئيسي لشركة ميتا، التي تفرض رسومًا على الشركات مقابل كل رسالة وفق أنواع مختلفة مثل التسويق والخدمات والدعم، لكن لم يكن هناك إطار تسعير لروبوتات الذكاء الاصطناعي، مما جعل الشركات الكبرى قادرة على تشغيل روبوتات واسعة النطاق دون أن تحقق ميتا أي أرباح كبيرة، والآن من خلال إيقاف هذه الاستخدامات، تعيد ميتا فرض سيطرتها على كيفية تحقيق الدخل من المنصة.

وبذلك يبقى Meta AI مساعد الشركة الداخلي هو روبوت الدردشة الوحيد المتبقي على واتساب، مما يعني للمستخدمين غياب برامج الذكاء الاصطناعي الخارجية التي تقدم إجابات فورية أو تنشئ صورًا أو تنسخ الملاحظات الصوتية.

خلال العام الماضي، استغلت شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة فرصة دمج مساعديها في واتساب، فقدم ChatGPT من OpenAI إمكانية الدردشة ومشاركة الصور للتحليل أو طرح أسئلة حول المستندات مباشرة داخل التطبيق، بينما وفر Perplexity ميزات مماثلة، مما حول واتساب إلى منصة متكاملة للدردشة بالذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك، تبدو هذه الطموحات الآن محدودة، إذ تركز سياسة ميتا الجديدة على جعل واتساب أداة تواصل للأعمال وليس مركزًا لتجارب الذكاء الاصطناعي العامة، وابتداءً من يناير سيختفي معظم الروبوتات الخارجية ما لم تكن تابعة رسميًا لشركة ميتا، مما سيحدث تغييرات طفيفة في تجربة الرسائل على التطبيق.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.