أظهرت دراسة حديثة أن المحتوى المنشأ باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي تجاوز للمرة الأولى المحتوى الذي يكتبه البشر على الإنترنت من حيث الحجم المنشور، حيث استقرت النسبة منذ مايو دون نمو يُذكر.
وأوضحت الدراسة التي أجرتها شركة Graphite المتخصصة في تحسين محركات البحث أن عدد المقالات المنتجة بالذكاء الاصطناعي تجاوز عدد المقالات البشرية بحلول نوفمبر، مشيرة إلى أن هذا التوجه تصاعد منذ إطلاق ChatGPT في نوفمبر وبدء اعتماد شركات ومؤسسات متعددة على نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة مثل ChatGPT وClaude وGemini لإنتاج محتوى رقمي متنوع عبر محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي والإعلانات الرقمية كبديل منخفض التكلفة عن الكتاب البشر.
وأكدت الدراسة أن جودة المحتوى الآلي باتت تنافس المحتوى البشري بل تتفوق عليه أحياناً وفقاً لتقارير معهد MIT، كما أظهرت دراسة Originality AI أن الجمهور غالباً لا يستطيع التمييز بين المحتوى البشري والآلي.
وأشارت البيانات إلى أن نسبة المحتوى الآلي ارتفعت بسرعة منذ نهاية عام 2022 لتصل إلى نحو ثلاثين بالمئة من إجمالي المقالات بحلول نوفمبر، وبعد مرور سنة تجاوزت المقالات الآلية نظيرتها البشرية لأول مرة، قبل أن تتوقف الزيادة السريعة وتستقر النسبة عند نحو خمسين بالمئة حتى مايو، ويرجح الباحثون أن يكون السبب انخفاض أداء هذا النوع من المحتوى في نتائج محركات البحث ما قلل الحافز لاستخدامه من قبل الناشرين.
ورغم الانتشار الواسع للمحتوى الآلي، أظهرت دراسة أخرى أن معظم هذه المقالات لا تظهر في نتائج جوجل أو في إجابات نماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، إذ تبين أن أكثر من ثمانين بالمئة من المقالات الظاهرة في نتائج جوجل كتبها بشر مقابل نسبة ضئيلة لمحتوى آلي، كما رجح الباحثون أن التفاعل مع المقالات الآلية أقل بكثير من التفاعل مع المقالات البشرية.
واعتمدت الدراسة على بيانات Common Crawl، حيث اختار الباحثون نحو خمسة وستين ألف رابط URL عشوائي باللغة الإنجليزية، تضم أكثر من مئة كلمة، منشورة بين يناير ومايو، مصنفة كمقالات أو قوائم، لتحليلها بدقة. وللكشف عن المحتوى الآلي استخدموا خوارزمية SurferSEO التي تقسم المقالات إلى كتل وتحدد ما إذا كان أكثر من نصف المقال مكتوباً بالذكاء الاصطناعي، كما أظهرت اختبارات دقة عالية في التصنيف مع نسبة خطأ لا تتجاوز الواحد بالمئة تقريباً.
وأشار الباحثون إلى وجود نوع ثالث من المحتوى الهجين الذي يبدأ بمسودة آلية ثم يقوم البشر بتحريرها، ما يعني أن النسبة الحقيقية للمحتوى المعتمد على الذكاء الاصطناعي قد تكون أعلى مما تم تسجيله، كما أن التطورات المستقبلية في قدرات الذكاء الاصطناعي قد تجعل من الصعب التمييز بين المحتوى البشري والآلي.
وفي تعليق له أكد ستيفانو سواتو أستاذ علوم الحاسوب في جامعة UCLA ونائب رئيس Amazon Web Services أن العلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي في مجال الكتابة لم تعد تنافسية، بل تحولت إلى شراكة تكاملية، مشيراً إلى أن المستقبل سيشهد تعاوناً متزايداً بين البشر والآلات في صناعة المحتوى الرقمي.
إرسال تعليق