تستعد شركة OpenAI لإطلاق ميزة جديدة داخل شات جي بي تي تحت اسم وضع الطبيب Clinician Mode، وهي خطوة تهدف إلى تقليل الأخطاء التي قد تنتج عن الاستشارات الطبية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للمستخدمين. الخطوة جاءت بعد حادثة أثارت جدلًا واسعًا حين أصيب أحد المستخدمين بنوبة ذهانية بسبب تسمم بالبروميد بعد استشارة شات جي بي تي، ما دفع الشركة إلى التفكير في آلية أكثر أمانًا للتعامل مع المحتوى الصحي.
المهندس تيبور بلاهو من شركة AIPRM المتخصصة في الذكاء الاصطناعي كشف عن وجود شيفرات برمجية جديدة داخل واجهة شات جي بي تي تشير إلى تطوير وضع الطبيب، والذي يبدو أنه مخصص لتقديم إجابات طبية أكثر دقة اعتمادًا على مصادر موثوقة ومراجعة علميًا.
ورغم أن شركة OpenAI لم تصدر إعلانًا رسميًا حتى الآن، إلا أن بعض المطورين رجّحوا أن الميزة الجديدة ستعتمد بشكل أساسي على الأبحاث الطبية والإرشادات السريرية الموثوقة، لتقليل احتمالات تقديم معلومات مضللة أو غير دقيقة للمستخدمين.
وتتجه العديد من الشركات في الوقت نفسه لاعتماد نهج مشابه، حيث أطلقت منصة Consensus مؤخرًا وضعًا طبيًا خاصًا يعتمد على أكثر من 8 ملايين ورقة بحثية وآلاف الإرشادات السريرية، ما يضمن تقديم ردود دقيقة ومبنية على الأدلة العلمية الحديثة.
ورغم هذه التطورات، لا تزال المخاوف قائمة بين الأطباء والباحثين. إذ حذّرت دراسة نُشرت في مجلة Scientific Reports من أن الذكاء الاصطناعي قد يسبب ما يعرف بالهلوسات الرقمية أو استخدام مصطلحات معقدة تربك المرضى والأطباء معًا، مما قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة في السياقات الطبية الحساسة.
في المقابل، تواصل بعض الجامعات والمراكز الطبية اختبار حلول جديدة آمنة، مثل كلية الطب بجامعة ستانفورد التي تطور نظامًا يدعى ChatEHR يسمح للأطباء بالتفاعل مع السجلات الطبية بطريقة حوارية سهلة، في حين سبق لـ OpenAI أن تعاونت مع مؤسسة Penda Health لتجربة مساعد طبي ذكي ساهم في تقليل أخطاء التشخيص بنسبة وصلت إلى 16%.
ولم تُعلن الشركة بعد عن موعد الإطلاق الرسمي لوضع الطبيب، لكن المؤشرات توضح أن شات جي بي تي يسير بخطى متسارعة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية، مع التركيز على تحقيق التوازن بين دقة المعلومة وسلامة المستخدم.
إرسال تعليق