أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق تطبيق جديد يحمل اسم Sora، يتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو مولدة بالذكاء الاصطناعي ومشاركتها مع الأصدقاء، في خطوة تهدف إلى تسريع انتشار تقنيات الفيديو التوليدية بالطريقة نفسها التي أحدث بها ChatGPT طفرة في عالم المحادثات الذكية قبل ثلاث سنوات.
يعتمد التطبيق، المتاح حاليًا بنظام الدعوات الحصرية، على نسخة مطورة من نموذج Sora الذي كشفت عنه الشركة لأول مرة في ديسمبر الماضي. ويتيح التطبيق للمستخدمين تصميم مقاطع قصيرة انطلاقًا من أوامر نصية، بالإضافة إلى الاطلاع على إبداعات الآخرين، كما يقدم ميزة مبتكرة لإنشاء أفاتار واقعي يحاكي شكل المستخدم وصوته لإدماجه في مقاطع الفيديو الخاصة به أو مقاطع أصدقائه بعد موافقتهم.
وتسعى OpenAI من خلال هذه الخطوة إلى جعل Sora اسمًا مألوفًا عالميًا، بعد أن لم يحقق حتى الآن نفس الانتشار الكبير الذي حققه ChatGPT المستخدم من قبل أكثر من 700 مليون شخص أسبوعيًا. ويواجه التطبيق منافسة قوية من شركات كبرى مثل جوجل وشركات ناشئة مثل Runway AI و Midjourney التي توفر أدوات توليد فيديو بالذكاء الاصطناعي بسرعة وسهولة أحيانًا بتكلفة أقل.
ويمثل Sora دخول OpenAI المباشر إلى عالم التطبيقات الاجتماعية، ليضعها في منافسة مع منصات مثل تيك توك وميتا التي أطلقت أقسامًا لمقاطع الفيديو المولدة بالذكاء الاصطناعي باسم Vibes، ما قد يفتح أمام الشركة فرصًا جديدة للإيرادات عبر الإعلانات وتعزيز انتشار تقنياتها بين المستخدمين.
ويأتي نموذج Sora 2 الجديد بقدرات محسنة لمعالجة أبرز التحديات التي تواجه نماذج توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي، مثل الالتزام بقوانين الفيزياء كحركة السوائل والجاذبية، إضافة إلى دقة أكبر في اتباع التعليمات النصية عبر سلسلة لقطات متتابعة. وأكد بيل بيبلز، رئيس فريق Sora في OpenAI، أن الإصدار الجديد يمكنه إنتاج مشاهد معقدة مثل شخص يؤدي حركة شقلبة خلفية على لوح تجديف وسط المياه مع محاكاة دقيقة للأمواج وحركة الطفو.
ويتيح التطبيق أيضًا توليد أصوات ومؤثرات صوتية متزامنة مع الفيديو، بما في ذلك الضوضاء الخلفية والحوار بعدة لغات، ما يجعله خيارًا جذابًا لصناع السينما والإنتاج المرئي، وهي مجالات تسعى OpenAI للتوسع فيها منذ أشهر. ومع ذلك، هناك مخاوف من التأثيرات السلبية المحتملة على العاملين في صناعة السينما وصعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمولد بالذكاء الاصطناعي، ولهذا وضعت الشركة قيودًا صارمة تمنع إنشاء مقاطع تضم شخصيات عامة دون إذنها أو استخدام صورة واحدة فقط لتوليد فيديوهات.
وستحمل كافة المقاطع المنتجة علامات مائية، مع تعطيل خاصية تسجيل الشاشة لتقليل انتشار المحتوى دون مراقبة. ويُطرح التطبيق في البداية لمستخدمي هواتف آيفون ويمكن تحميله من متجر آب ستور مجانًا، لكن استخدامه يتطلب دعوة خاصة، مع خطط لطرحه لاحقًا لأجهزة أندرويد والإصدار المطور Sora 2 عبر موقع الشركة الإلكتروني Sora.com.
إرسال تعليق