شهدت شبكة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية Starlink قفزة هائلة في أدائها خلال عام 2025، حيث ارتفعت سرعات الاتصال بشكل لافت بفضل التوسع الكبير في عدد الأقمار الصناعية التي أطلقتها شركة SpaceX والتحديثات البرمجية المتواصلة التي حسّنت من كفاءة الشبكة على الأرض وفي المدار.
فقد زادت سرعة التحميل في خدمة Starlink بنسبة تتجاوز 50 بالمئة منذ بداية العام، إذ ارتفعت من متوسط يقارب 150 ميجابت في الثانية إلى أكثر من 200 ميجابت حاليًا، كما تحسّنت سرعة الرفع من نحو 20 ميجابت إلى أكثر من 30 ميجابت في الثانية. اللافت أن هذه الأرقام تمثل المتوسط العام خلال أوقات الذروة، في حين أبلغ بعض المستخدمين عن تحقيقهم سرعات أعلى وصلت إلى 300 بل وحتى 400 ميجابت في الثانية في بعض المناطق.
حتى يوم 21 أكتوبر نفذت SpaceX ما يقارب 134 عملية إطلاق لأقمار Starlink باستخدام صواريخ Falcon، وهو رقم يفوق إجمالي إطلاقات العام الماضي، ما ساهم بشكل مباشر في تحسين تغطية الشبكة وسرعتها. ومع توسع التغطية، أصبح الطبق القياسي لخدمة Starlink متاحًا بخصم 20 بالمئة عبر موقع أمازون، مما شجع المزيد من المستخدمين على الانضمام إلى الخدمة.
ومع دخول أقمار Starlink V2 Mini إلى الخدمة، والتي أصبحت تشكل الآن أكثر من نصف الكوكبة العاملة، شهدت الشبكة زيادة كبيرة في الأداء، خاصة بعد اعتماد تحديثات جديدة في البرمجيات حسّنت من تشكيل الحزم في الفضاء وأداء المحطات الأرضية. ورغم أن أحد هذه التحديثات تسبب في انقطاع مؤقت للخدمة، إلا أن النتائج بعد إصلاحه كانت مذهلة، حيث لاحظ المستخدمون تحسنًا كبيرًا في السرعة والاستقرار.
تستعد SpaceX الآن لإطلاق الجيل الجديد من الأقمار Starlink V3، والتي يصل حجم كل قمر منها بعد نشره الكامل إلى حجم طائرة Boeing 737 تقريبًا، ومع كل عملية إطلاق من نوع V3 عبر صاروخ Starship 3 ستضيف الشركة ما يقارب 60 تيرابت في الثانية من السعة الإضافية، أي ما يعادل 20 ضعف سعة الأقمار الحالية.
هذا التطور الضخم في البنية التحتية يمهد الطريق أمام Starlink للوصول إلى سرعات الجيجابت بحلول عام 2026، في حين ستكون الاستفادة القصوى من تلك السرعات متاحة حاليًا فقط عبر طبق Performance المتقدم، ويبقى السؤال ما إذا كانت الشركة ستحدّث النسخة القياسية من أطقم Starlink لتدعم سرعات تتجاوز 1 جيجابت في المستقبل القريب.
إرسال تعليق