تشهد الأسواق العالمية اضطرابًا كبيرًا بعد خطوة غير متوقعة من المستثمر الأمريكي مايكل بوري الذي راهن بمبلغ ضخم يصل إلى 1.1 مليار دولار ضد أسهم الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا ضد شركتي Nvidia وPalantir، مما تسبب في موجة بيع واسعة هزّت أسواق الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا.
تراجعت العقود الآجلة لمؤشر Nasdaq 100 بعد أن فقد المؤشر أكثر من 2% في الجلسة السابقة، وامتدت الخسائر إلى الأسواق الآسيوية والأوروبية التي شهدت بدورها تراجعًا جماعيًا. فقد انخفض مؤشر STOXX Europe 600 بنحو 0.46% في بداية التداول قبل أن يستعيد جزءًا من عافيته، بينما سجل مؤشر Nikkei 225 الياباني انخفاضًا بنسبة 2.5%، وتراجع مؤشر KOSPI الكوري الجنوبي 2.85%. كما هبطت عملة بيتكوين مؤقتًا دون حاجز 100 ألف دولار قبل أن تعود للارتفاع مجددًا فوق 101 ألف دولار.
الضغوط امتدت لتشمل أسهم أكبر الشركات التقنية، حيث خسر مؤشر Nasdaq Composite نحو 2.04%، وانخفضت أسهم Palantir بنسبة 8%، وأسهم Reddit بنحو 8.4%، في حين هبطت Nvidia بنسبة 4%، وسجلت SoftBank تراجعًا حادًا وصل إلى 10%. ويرى محللون من بنك أوف أمريكا أن شركات التقنية ساهمت بأكثر من 90% من إجمالي عوائد مؤشر S&P 500 خلال أكتوبر، وأن ما يُعرف بالسبعة الكبار وحدهم شكلوا 80% من هذه المكاسب، مما يعكس اعتماد السوق على عدد محدود من الشركات.
المشهد في آسيا بدا مشابهًا، حيث أوضح محللون من فايننشال تايمز أن ستة أسهم تقنية فقط مسؤولة عن نصف مكاسب مؤشر Hang Seng في هونغ كونغ هذا العام، وأن شركتين فقط تمثلان 40% من عوائد مؤشر كوسبي الكوري، بينما يهيمن سهم واحد على أكثر من نصف مكاسب مؤشر تايوان، في صورة تعكس هشاشة التنوع في أسواق الأسهم.
هذه التطورات أثارت مخاوف في وول ستريت من احتمال دخول الأسهم في موجة تصحيح جديدة قد تتراوح بين 10 و20%، وهو ما أشار إليه رؤساء بنكي Goldman Sachs وMorgan Stanley في تصريحات سابقة.
مايكل بوري، المعروف برهانه الناجح ضد سوق الرهون العقارية قبل أزمة 2007، كشف في تقرير رسمي للجنة الأوراق المالية الأمريكية أن صندوقه Scion Asset Management فتح مراكز بيع ضخمة ضد أسهم Nvidia وPalantir بقيمة إجمالية بلغت 1.1 مليار دولار.
ورغم هذا الرهان الكبير، فإن شركة Palantir تحقق نموًا متسارعًا وتبلغ قيمتها السوقية نحو 450 مليار دولار، مع توقعات بأن تصل إيراداتها السنوية إلى 4.4 مليار دولار. وردّ أليكس كارب الرئيس التنفيذي للشركة على خطوة بوري واصفًا إياها بأنها غريبة، مضيفًا أن المراهنة ضد شركات تحقق أرباحًا ضخمة مثل Palantir وNvidia لا تبدو منطقية. وأوضح كارب أن شركته سجلت إيرادات بلغت 1.2 مليار دولار في الربع الثالث بزيادة 63% عن العام الماضي، رغم تراجع السهم بنسبة إضافية بلغت 3% بعد الإغلاق.
واختتم كارب حديثه بتصريح حاد قائلًا إنه يرى تصرف بوري مبالغًا فيه، مؤكدا أنه سيحتفل عندما يثبت خطأ هذا الرهان الذي أشعل واحدة من أكثر القضايا جدلًا في وول ستريت هذا العام.
إرسال تعليق