طالبت مجموعة من بائعي الكتب والمؤلفين ونشطاء مكافحة الاحتكار الحكومة بالتحقيق في سيطرة شركة أمازون على سوق الكتب، نظرًا لزيادة الأدلة التي تشير إلى استعداد اللجنة التجارية الفيدرالية لمقاضاة الشركة بسبب انتهاكها لقوانين مكافحة الاحتكار.
وقد أرسل معهد الأسواق المفتوحة، وهو مركز أبحاث يعمل على مكافحة الاحتكار، خطابًا إلى وزارة العدل واللجنة التجارية الفيدرالية، يدعو فيه الحكومة إلى تقليص استحواذ أمازون على دورها كبائع للكتب للجمهور.
وتضغط هذه المجموعات على وزارة العدل للتحقيق في حجم أمازون كبائع للكتب وتأثيرها على سوق الكتب، وبخاصة قدرتها على الترويج لعناوين معينة عبر موقعها وإخفاء عناوين أخرى.
وأشار الخطاب إلى أن "الحالة الماثلة أمامنا توضح كيف يؤثر تشويه شركة مهيمنة واحدة على جودة الكتب التي نقرأها، وعمومًا، فإن هذا النوع من التركيز القوي في الديمقراطية غير مقبول".
وتم توجيه الخطاب إلى لينا خان، رئيسة اللجنة التجارية الفيدرالية، وجوناثان كانتر، الذي يرأس قسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل.
يبدو أن لجنة التجارة الفيدرالية قد تقترب من اتخاذ قرار برفع قضية ضد أمازون بسبب احتكارها، حيث من المتوقع أن يجتمع ممثلو أمازون مع أعضاء اللجنة هذا الأسبوع لمناقشة الدعوى المحتملة، مما يشير إلى احتمالية اتخاذ إجراءات قانونية.
لا يزال غير واضح ما إذا كانت قضية الحكومة ستركز على دور أمازون كبائع للكتب كجزء من تحقيقها في الشركة.
على الرغم من أن أمازون بدأت كمكتبة لبيع الكتب عبر الإنترنت قبل حوالي 30 عامًا، فقد توسعت لتصبح عملاقًا في مجال التجزئة واكتسبت أرضية في صناعات أخرى مثل الحوسبة السحابية والبقالة.
وعلى الرغم من أن الكتب أصبحت تشكل جزءًا صغيرًا من نشاط الشركة، إلا أن أمازون أصبحت قوة مهيمنة في سوق الكتب وتمثل حوالي 40٪ من المبيعات المادية للكتب في الولايات المتحدة وأكثر من 80٪ من المبيعات الإلكترونية.
بعد استحواذها على Audible في عام 2008، أصبحت أمازون أيضًا واحدة من أبرز منتجي الكتب الصوتية وتجار التجزئة.
يشدد معهد الأسواق المفتوحة على أن صعود أمازون كان له تأثير عميق، حيث ساهم في انخفاض حاد في عدد المكتبات المادية في جميع أنحاء الولايات المتحدة وترك الناشرين والمؤلفين معتمدين على الموقع.
وثّرت أمازون أيضًا على تشكيلة الكتب المتاحة للقراء وجعلت من الصعب على المؤلفين ذوي الشهرة المحدودة الظهور على الموقع، في حين أبرزت المؤلفين المشهورين الذين يُفترض أنهم يبيعون كتبهم بشكل جيد.
ويشك بعض خبراء مكافحة الاحتكار في أن دور أمازون كبائع للكتب يستدعي تدقيقًا حكوميًا، حيث يحصل العديد من الناشرين والمؤلفين على أرباح أكبر بفضل أمازون مما كانوا سيحققونه بدونها.
إرسال تعليق