أعلنت أمازون، عملاقة التجارة الإلكترونية، عن تعاونها مع شركة منافستها سبيس إكس في مجال نقل الأقمار الصناعية إلى الفضاء لتنفيذ مشروع كويبر للإنترنت الفضائي. وقد حجزت أمازون ثلاث رحلات إطلاق عبر صاروخ Falcon 9 التابع لشركة سبيس إكس بهدف نشر شبكة الأقمار الصناعية الخاصة بمشروع كويبر.
تهدف أمازون من خلال مشروع كويبر إلى توفير إمكانية الاتصال بالإنترنت عالي السرعة للمستخدمين في جميع أنحاء العالم. وقد أطلقت الشركة بالفعل قمرين صناعيين اختباريين في شهر أكتوبر، حيث نجحت في إجراء مكالمة فيديو ثنائية الاتجاه عبر هذه الأقمار.
من الملاحظ أن أمازون تستخدم صاروخ Falcon 9 بدلاً من استخدام صواريخها الخاصة، وذلك للاستفادة من قدرات الإطلاق المتقدمة والتكلفة المنخفضة التي يوفرها صاروخ سبيس إكس. ويأتي هذا التعاون الاستراتيجي بين الشركتين رغم المنافسة الشديدة بينهما في مجال الإنترنت الفضائي.
تعتبر شركة سبيس إكس، التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، من أبرز الشركات في مجال الإطلاق الفضائي، حيث شغلت نحو 88 في المئة من الرحلات الجوية في الأشهر الستة الأولى من عام 2023. وتعد صواريخها القابلة لإعادة الاستخدام محط اهتمام كبير من قبل شركات الأقمار الصناعية والوكالات الحكومية، نظرًا لقدرتها على توفير عمليات إطلاق متسقة وبتكلفة أقل.
يأتي هذا التعاون في إطار جهود أمازون للحاق بشبكة ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس، التي نشرت حتى الآن حوالي 5000 قمر صناعي لتوفير تغطية عالمية تقريبًا. فقد اشترت أمازون نحو 83 عملية إطلاق مع شركات Arianespace وBlue Origin وUnited Launch Alliance بهدف إطلاق كوكبة من 3236 قمرًا صناعلامية في المدار الأرضي المنخفض. وتتطلع أمازون إلى بدء نشر المزيد من الأقمار الصناعية في النصف الأول من عام 2024، مع خطط لبدء الاختبار التجريبي في نهاية العام المقبل.
بهذا التعاون مع سبيس إكس، تأمل أمازون في تعزيز قدراتها في مجال الإنترنت الفضائي وتوفير خدمة الإنترنت ذات السرعة العالية للمستخدمين في جميع أنحاء العالم. وقد يمثل هذا التحالف بين الشركتين تحولًا في صناعة الاتصالات الفضائية، حيث يجمع بين قدرات الإطلاق المتقدمة لسبيس إكس وتجربة أمازون في مجال الخدمات العالمية عبر الإنترنت.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق التنافس الشديد بين شركات التكنولوجيا الكبرى على توفير الإنترنت الفضائي، حيث تشهد الصناعة تطورًا سريعًا وزيادة في عدد الأقمار الصناعية المنتشرة في الفضاء. ومن المتوقع أن يستفيد المستخدمون من هذه التطورات من خلال توفير خدمات إنترنت أسرع وأكثر توفرًا في المناطق النائية والمناطق ذات التغطية الضعيفة.
إرسال تعليق