حققت سبيس إكس إنجازًا جديدًا في رحلة ستارشيب الأخيرة. الشركة الأمريكية أظهرت مرة أخرى أن إخضاع الصواريخ لبيئة الطيران الحقيقية يعود بالفائدة، حيث نجحت في إعادة المعزز والمرحلة العليا إلى الأرض من خلال هبوط خاضع للسيطرة في المحيط.
إعادة أجزاء من مركبة الإطلاق يعد أمرًا حيويًا لتحقيق حلم الشركة بجعل ستارشيب أول صاروخ يمكن إعادة استخدامه بالكامل. الهدف النهائي هو هبوط المعزز والمرحلة العليا عموديًا على أرض صلبة في قاعدة Starbase في تكساس. الخطوة الأولى كانت الهبوط الخاضع للسيطرة في المحيط، وقد تمت بنجاح.
سبيس إكس كانت أول من أعاد استخدام جزء من صاروخ مرسل إلى الفضاء، رغم أن صاروخ فالكون 9 يمكن إعادة استخدامه جزئيًا فقط. ومع إطلاق ستارشيب من قاعدة Starbase في الساعة 8:50 صباحًا بالتوقيت المركزي، ونجاح الإطلاق الرابع في حملة اختبار الصواريخ، تتطلع سبيس إكس لاستخدام الصاروخ في إطلاق إصدارات أثقل من أقمار ستارلينك، وإيصال رواد الفضاء إلى القمر لصالح ناسا، وتحقيق هدف الحياة متعددة الكواكب.
رغم انطفاء محرك واحد من أصل 33 محركًا من محركات Raptor في المعزز، سارت الأمور بسلاسة. ونجحت الشركة في تقنية الفصل المرحلي الجديدة حيث تشتعل المحركات في المرحلة العليا مؤقتًا بينما لا تزال متصلة بالمعزز مما يساعد في دفعه بعيدًا. كما تخلصت سبيس إكس لأول مرة من الحلقة بين ستارشيب والمعزز لتقليل وزنه عند العودة.
بعد وقت قصير من الإطلاق، هبط المعزز بنجاح في خليج المكسيك. المرحلة العليا حذت حذوه بعد أكثر من ساعة، حيث نجت من الحرارة الشديدة الناجمة عن السفر عبر الغلاف الجوي وهبطت في المحيط الهندي. الشركة اختبرت أيضًا خيارات الحماية الحرارية، حيث أزالت بلاطتين واستبدلت واحدة بنسخة أرق لقياس مدى السخونة دون بلاط في تلك المواقع.
إيلون ماسك أشار إلى أن المرحلة العليا هبطت بنجاح رغم تعرضها لأضرار، مما يؤكد أن نظام الدرع الحراري هو التحدي الأكبر المتبقي في تطوير ستارشيب. منذ أول رحلة تجريبية مدارية في أبريل 2023، قطعت ستارشيب شوطًا طويلًا حيث اختبرت القدرات الأساسية لتوصيل الحمولة إلى الفضاء.
إرسال تعليق