تستعد سنغافورة لمواجهة زيادة قصيرة الأجل في الطلب على الغاز الطبيعي المسال نتيجة الطفرة الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، التي تدفع نحو نمو مراكز البيانات في البلاد، حسبما أفادت شركة استيراد الوقود المملوكة للدولة.
أشار ليونغ وي هونغ، الرئيس التنفيذي لشركة "سينغابور إل إن جي"، إلى أن العالم الرقمي يشهد حاليًا "طلبًا هائلًا على الطاقة"، مما يمثل فرصة حقيقية لشركات إنتاج الطاقة. ومع ذلك، حذر من أن "البنية التحتية اللازمة لن يمكن بناؤها بالسرعة المطلوبة هذا العام"، وذلك خلال مقابلة له مساء الخميس.
تشير التقارير إلى أن طفرة مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي قد تجاوزت قدرة بعض المناطق حول العالم على توفير الكهرباء. وفي هذا الإطار، التزمت شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "أمازون" و"مايكروسوفت" باستثمار مليارات الدولارات في إنشاء مراكز البيانات في منطقة جنوب شرق آسيا. وتسعى حكومة سنغافورة لزيادة كمية الكهرباء المخصصة لمراكز البيانات بنسبة تصل إلى خمسة وثلاثين بالمئة.
تأسست شركة "سينغابور إل إن جي" في عام 2009 بواسطة هيئة سوق الطاقة في البلاد، وتهدف إلى تطوير محطة استيراد الغاز الطبيعي المسال الوحيدة في الدولة وتشغيلها. ومن المتوقع أن تدخل محطة ثانية الخدمة "لتلبية الطلب المتوقع" بحلول نهاية العقد، كما أشار ليونغ.
ومع الزيادة الملحوظة في استهلاك الكهرباء، ستواجه سنغافورة تحديات في جهودها لإزالة الكربون من شبكتها الكهربائية. تعتمد الدولة على الغاز المستورد لتلبية حوالي خمسة وتسعين بالمئة من احتياجاتها الكهربائية، لكن خياراتها لتطوير الطاقة المتجددة تظل محدودة بسبب نقص المساحات. بدلاً من ذلك، تخطط سنغافورة لاستيراد الطاقة الخضراء من جيرانها، بهدف تأمين ستة غيغاواط بحلول عام 2035، وهو ما سيلبي حوالي نصف احتياجاتها الإجمالية من الكهرباء.
وفي ختام حديثه، أعرب ليونغ عن تفاؤله بأن الغاز الطبيعي المسال سيظل يلعب دورًا مهمًا في سنغافورة في ظل توجه العالم نحو مصادر الطاقة الأنظف. وأوضح قائلًا: "يجب على العالم الاتجاه نحو مصادر الطاقة المتجددة، ولكن تكلفتها لا تزال مرتفعة جدًا". وأكد: "بينما ننتظر انخفاض تكاليف الطاقة المتجددة إلى مستويات معقولة، يجب أن يكون الغاز الطبيعي المسال هو البديل".
إرسال تعليق