أعلن الخبير اليمني في مجال الإنترنت وأمن المعلومات، المهندس فهمي الباحث، خلال مقابلة اجراها على قناة "الحدث" الفضائية، أن تدشين خدمة "ستارلينك" في اليمن يعد تتويجاً لجهود استمرت لأكثر من أربع سنوات، منذ بدء المفاوضات بين الحكومة الشرعية اليمنية وشركة "ستارلينك". وأوضح أن هذه الخطوة تأتي في إطار السعي لتحرير قطاع الاتصالات من سيطرة جماعة انصار الله الحوثيين، التي تتحكم بهذا القطاع منذ انقلابها في العام 2014.
وأشار الباحث إلى أن جماعة الحوثي استغلت قطاع الاتصالات كأداة أمنية ومورد اقتصادي هام، مما ساهم في تمويل عملياتها العسكرية ضد الشعب اليمني. وأكد أن الحكومة الشرعية بحاجة ماسة إلى استعادة السيطرة على هذا القطاع، الذي يعتبر من القطاعات الحيوية للدولة.
وأضاف الباحث أن دخول "ستارلينك" إلى اليمن يمثل خطوة أساسية في توفير إنترنت غير خاضع لسيطرة الحوثيين، وهو ما سيتيح لليمنيين استخدام الإنترنت بحرية دون رقابة أو تجسس أو حجب للمواقع، وهي الممارسات التي لطالما انتهجتها جماعة انصار الله الحوثيين. كما أشار إلى أن الحوثيين لم يقوموا بتطوير البنية التحتية للاتصالات في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، مما جعل من توفير خدمات إنترنت مستقلة ضرورة ملحة.
وفي حديثه عن أهمية "ستارلينك"، أشار الباحث إلى أنه بالإضافة إلى تقديم خدمة إنترنت سريعة ومستقلة، فإن هذه الخدمة تستهدف شريحة واسعة من المستخدمين، خصوصاً في القطاع الحكومي والخاص، بالإضافة إلى المؤسسات المالية والشركات الصغيرة. ورغم أن أسعار الخدمة قد لا تكون في متناول الجميع، إلا أن هناك حلولاً مثل إعادة بث الإنترنت عبر شبكات محلية يمكن أن توفر الخدمة لعدد أكبر من المستخدمين.
كما دعا الباحث إلى ضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات لتعزيز قطاع الاتصالات في اليمن، مثل منح تصاريح لشركات اتصالات جديدة توفر خدمات الجيل الرابع والخامس، مؤكداً أن هذه الخطوات من شأنها تحسين جودة الإنترنت وتوسيع نطاق الوصول إليه.
من جانبه، ذكر الباحث أن الحوثيين بدأوا في نشر دعايات مضللة حول خدمة "ستارلينك"، معتبرين أنها انتهاك للسيادة، في محاولة لإثارة القلق بين المواطنين، إلا أن هذه الادعاءات عارية عن الصحة. وأشار إلى أن الحوثيين يستخدمون الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي مثل منصة X التابعة لإيلون ماسك، مما يكشف تناقضهم في هذا السياق.
في الختام، أكد الباحث أن "ستارلينك" يمثل خطوة هامة نحو استقلال اليمن في مجال الاتصالات، وتقليص النفوذ الحوثي على هذا القطاع الحساس، ما سيفقد الحوثيين أحد أهم مصادر تمويلها وقدرتها على التحكم في المعلومات.
إرسال تعليق