في قضية حقوق نشر كبرى، قدمت شركة OpenAI دفاعها عبر الاستعانة بمنصتها الذكية ChatGPT كأداة رئيسية في الدفاع. تتهم الدعوى، التي أقامها مجموعة من المؤلفين البارزين مثل مايكل تشابون، وتا-نيهيسي كوتس، وسارة سلفرمان، الشركة بانتهاك حقوق النشر عبر استخدام ملايين الكتب لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، حسبما أفادت وكالة "رويترز".
وفقاً للدعوى، نفت OpenAI التهم الخاصة بانتهاك حقوق النشر، مشيرة إلى أن نموذجها يتعلم من البيانات المدخلة كجزء من محتوى تدريبي، ولكنه لا يعيد إنتاج النصوص التي تم تدريبه عليها. وقدمت الشركة ردها عبر وثيقة قضائية تضم اقتباساً من نموذج GPT-4o، يظهر قدرته على التحليل والابتكار، حيث جاء في الاقتباس: "كما يوفر مبدأ Stare Decisis إطاراً مستقراً يُستند فيه إلى القرارات السابقة لتوجيه الأحكام المستقبلية، فإن تصميم مبنى المحكمة الفيدرالية يعكس حساً بالنظام والتماسك".
هذا الاقتباس كان جزءاً من الرد على دعوى جماعية رفعتها مجموعة من المؤلفين، حيث أكدت الوثيقة أن النص المقتبس يبرز قدرة النموذج على "توليد أفكار جديدة لم تكن موجودة من قبل"، وهو ما يندرج تحت مبدأ "الاستخدام العادل". يُفترض أن هذا المبدأ يبرر استخدام المواد المحمية بحقوق النشر لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.
تتسق استراتيجية OpenAI مع دعاوى قضائية أخرى تتعلق بحقوق النشر، مثل تلك التي رفعها جيا تولينتينو، مؤلف كتاب "أوبنهايمر"، والدعوى المقدمة من الروائي الأميركي جون جريشام، والكاتب ديفيد بالداتشي، إضافة إلى دعوى الصحفيين في نيويورك، والصحيفة الشهيرة "نيويورك تايمز". جميع هذه الدعاوى تتبع مسارات قانونية متعددة إلى جانب العديد من القضايا الأخرى ضد OpenAI.
يبدو أن الشركة مصممة على الدفاع عن نفسها، مدعية أن استخدام المواد المحمية بحقوق النشر في تدريب نماذجها مبرر بموجب مبدأ "الاستخدام العادل"، الذي يسمح بإنشاء محتوى أصلي جديد من خلال التعلم من الأعمال المحمية. وأوضح محامو OpenAI في الملف القضائي أن "النماذج تتعلم كما نتعلم جميعاً.. وفكرة الاستخدام العادل موجودة لهذا السبب تحديداً".
في النهاية، قد يتوقف مصير هذه القضية، إلى جانب العديد من الدعاوى الأخرى ضد OpenAI، على تفسير مبدأ "الاستخدام العادل" في سياق تدريب وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، ومدى قدرتها على استيعاب المحتوى البشري وتحليله لتقديم محتوى أصلي وجديد.
إرسال تعليق