أكد جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، أن قوة الحوسبة التي تدعم التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي ستزداد بمقدار "مليون ضعف" خلال العقد المقبل. وفي خطاب ألقاه في مؤتمر صناعي في مدينة أتلانتا، أوضح هوانغ أن قوة الحوسبة في تزايد مستمر بمعدل "أربعة أضعاف" سنويًا، ما يعني أن هذه الموارد ستكون أقوى بكثير في السنوات العشر القادمة، وهو ما يعد بشرى سارة لمستقبل الذكاء الاصطناعي.
تعتبر إنفيديا من أبرز الشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تتسابق شركات التكنولوجيا لتأمين إمدادات من رقائقها المتخصصة، والمعروفة باسم وحدات معالجة الرسوميات (GPUs)، التي توفر القوة الحاسوبية اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر ذكاءً وتطورًا.
وأشار هوانغ إلى أن قوة الحوسبة تعد عنصراً أساسياً في ما يُعرف بـ"قوانين التوسع"، التي تتعلق بتحسين أداء نماذج الذكاء الاصطناعي مع زيادة حجمها وتوافر مزيد من الموارد مثل الحوسبة والبيانات. وأكد أن هذه القوانين أظهرت تحسنًا ملموسًا في أداء نماذج الذكاء الاصطناعي، مما يجعل من قوة الحوسبة عاملاً رئيسيًا في تطور الذكاء الاصطناعي.
لكن في الآونة الأخيرة، بدأت تظهر بعض الشكوك بشأن فاعلية هذه القوانين. إذ أفادت تقارير متعددة بأن بعض مختبرات الذكاء الاصطناعي الكبرى في وادي السيليكون تواجه صعوبات في تحقيق تحسينات كبيرة في الأداء من نماذجها الجديدة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك شركة أوبن إيه أي، التي تواجه تباطؤًا في معدلات تحسين النموذج القادم "أوريون". كما صرح إيليا سوتسكيڤر، الرئيس العلمي السابق لـ OpenAI، أن مرحلة "ما قبل التدريب" في الذكاء الاصطناعي – التي تعتمد على البيانات وقوة الحوسبة – قد وصلت إلى حالة من الاستقرار.
في خطاب هوانغ، بدا أنه تناول حالة عدم اليقين بشأن قوانين التوسع، موضحًا أن هذه القوانين لا تنطبق فقط على تدريب نماذج اللغة الكبيرة، بل تشمل أيضًا عملية "الاستدلال"، أي كيفية استجابة النماذج المدربة لاستفسارات المستخدمين واستنتاج المعلومات.
وأكد هوانغ أن إنفيديا ستسارع في خططها المستقبلية لمواكبة متطلبات التوسع في التدريب والاستدلال، والعمل على اكتشاف المستويات التالية من الذكاء الاصطناعي. تصريحاته تعكس التزام الشركة المستمر بتطوير حلول جديدة للتغلب على التحديات المتزايدة، وضمان قدرة السوق على مواكبة الطلب المتزايد على قوة الحوسبة لتحسين أداء نماذج الذكاء الاصطناعي.
إرسال تعليق