آخر الأخبار

مايكروسوفت تقترب من حلم الحوسبة الكمومية بعد رحلة بحثية استمرت 20 عامًا


 في سباق محموم نحو المستقبل، تمكنت مايكروسوفت من تحقيق اختراق علمي قد يقرب البشرية من عصر الحواسيب الكمومية العملية. الشركة العملاقة كشفت النقاب عن رقاقة "ماجورانا 1" التي تمثل ثمرة استثمار تجاوز 6 مليارات دولار على مدى عقدين من الزمن.

يقود هذا المشروع الطموح العالم الفيزيائي الدكتور تشيتان ناياك، الذي انضم إلى مايكروسوفت عام 2005 ليقود فريق "ستيشن كيو" البحثي. ناياك، المولود في نيويورك عام 1971، بدأ شغفه بالفيزياء الكمومية منذ أيام دراسته الثانوية، ليتحول هذا الشغف إلى مسيرة علمية حافلة شملت الدراسة في هارفارد وبرنستون، وحصوله على العديد من الجوائز المرموقة في مجال الفيزياء.

ما يميز نهج مايكروسوفت في هذا المجال هو اعتمادها على فلسفة مختلفة جذريًا عن منافسيها. بينما تسلك شركات مثل جوجل طريقًا تقليديًا نسبيًا في تطوير الحواسيب الكمومية، اختارت مايكروسوفت مسارًا أكثر جرأة يعتمد على المواد الطوبولوجية وحالات التوصيل الفائقة، وهو نهج كان محل شك من قبل العديد في المجتمع العلمي.

الطريق لم يكن معبدًا بالورود. كاد المدير التنفيذي ساتيا ناديلا أن يغلق القسم بالكامل قبل سبع سنوات بسبب ضغوط مالية وغياب النتائج التجارية الملموسة. لكن إصرار الفريق وتراكم الاكتشافات الصغيرة أدى في النهاية إلى هذا الإنجاز الكبير الذي دفع ناديلا نفسه للاحتفاء به عبر منصات التواصل الاجتماعي.

لكن هذا الإنجاز العلمي لم يخلُ من الجدل. نشرت مايكروسوفت بحثها في مجلة "نيتشر" المرموقة، مما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط العلمية. بعض الباحثين مثل سيرجي فرولوف من جامعة بيتسبرغ وصف المشروع بأنه "احتيالي"، بينما تؤكد مايكروسوفت التزامها بأعلى المعايير العلمية وتستعد لنشر بحثين إضافيين لدعم نتائجها.

التحديات القادمة لا تزال كبيرة. رغم هذا الإنجاز، فإن الطريق نحو حواسيب كمومية تجارية عملية ما يزال طويلًا. الفريق يعمل الآن على تحسين استقرار الرقائق وزيادة سعتها التخزينية للكيوبتات. السؤال المطروح هو: هل سيتمكن ناياك وفريقه من تحقيق الحلم قبل تقاعد العالم البارز الذي صرح بأنه لا ينوي العمل حتى سن السبعين؟

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.