في خطوة غير مسبوقة، قرر المدافع السابق ياو أمانكواه تحويل خبرته الطويلة في الملاعب إلى مشروع ريادي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل الحالة النفسية للاعبين، بالتعاون مع عالم النفس جير جورديت.
يعتمد المشروع الجديد على تحليل آلاف الساعات من لقطات المباريات من مختلف أنحاء العالم، حيث تم جمع أكثر من 100 ألف ملاحظة فريدة حول سلوكيات اللاعبين وردود أفعالهم خلال المباريات. هذه البيانات الضخمة مكنت الفريق من تطوير نظام قادر على تقييم الجوانب النفسية المعقدة للاعبين مثل الثقة بالنفس والقيادة والتحكم العاطفي.
أوضح أمانكواه أن التفاصيل الصغيرة التي قد تبدو غير مهمة للمشاهد العادي، مثل تربيتة زميل على كتف لاعب بعد إهدار فرصة، تحمل دلالات نفسية عميقة يمكن للذكاء الاصطناعي تحليلها وفهمها. هذه الملاحظات الدقيقة تتيح للأندية رؤية أبعاد جديدة لأداء لاعبيهم لا تظهر في الإحصاءات التقليدية.
من جهته، أكد جورديت أن هذه التقنية ستغير قواعد اللعبة في عمليات التعاقدات، حيث ستتمكن الأندية من تقييم اللاعبين بناء على معايير نفسية دقيقة، بدلا من الاعتماد فقط على المهارات البدنية والفنية. كما ستساعد الأندية في اتخاذ قرارات أكثر دقة بشأن التعاقدات الجديدة أو تطوير أداء اللاعبين الحاليين.
جذب المشروع اهتمام أندية كبيرة مثل بايرن ميونخ الذي اختبر النظام خلال فترة المدرب جوليان ناغلسمان. كما يعمل حاليا مع نادي برايتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يقدم رؤى نفسية قيمة تكمل البيانات التقليدية التي تعتمدها الأندية.
يشير الخبراء إلى أن هذه التقنية تمثل نقلة نوعية في عالم التحليل الرياضي، حيث تفتح الباب لفهم أعمق للعوامل النفسية التي تؤثر على أداء اللاعبين، والتي كانت دائما تمثل تحديا كبيرا في تقييم المواهب واتخاذ القرارات الإدارية.
في عصر أصبحت فيه البيانات تحكم كل شيء في كرة القدم، يبدو أن الذكاء الاصطناعي قد وجد طريقة لقياس ما كان يعتبر دائما غير قابل للقياس: العقلية والروح المعنوية للاعبين داخل المستطيل الأخضر.
إرسال تعليق