آخر الأخبار

فضيحة تجسس جديدة تهدد الحكومة الإيطالية باستهداف صحفيين ومعارضين


 كشف تحقيق جديد صادر عن مختبرات "سيتزين لاب" الكندية المتخصصة في الأمن السيبراني عن أدلة دامغة تثبت استخدام برمجيات "باراغون" الإسرائيلية في اختراق هواتف شخصيات إعلامية وسياسية معارضة في إيطاليا.

التقرير الذي نشرته صحيفة الغارديان البريطانية كشف تفاصيل صادمة عن اختراق هاتف سيرو بيليجرينو رئيس مكتب نابولي لموقع "فان بيج" التحقيقي، بالإضافة إلى صحفي أوروبي بارز فضل عدم الكشف عن هويته. وتكتسب هذه القضية بعدًا أكثر إثارة مع العلاقة الوثيقة التي تربط بيليجرينو بضحية سابقة للاختراق هي الصحفي فرانشيسكو كانسيلاتو الذي كان ينتقد حكومة رئيسة الوزراء جورجا ميلوني.

تتصاعد حدة الأزمة مع تأكيد التقرير أن آثار الاختراق الرقمية تطابق تمامًا تلك الموجودة في حالة كانسيلاتو، مما يعزز الشكوك حول وجود حملة منظمة تستهدف المعارضين. وتأتي هذه الكشوف في وقت تشهد فيه العلاقة بين الحكومة الإيطالية وشركة باراغون توترًا واضحًا، بعدما رفضت روما عرضًا من الشركة للمساعدة في التحقيقات بحجة الحفاظ على الأمن الوطني.

في رد فعل متوقع، امتنع مكتب ميلوني عن التعليق على هذه الاتهامات، بينما سارعت باراغون إلى التأكيد على أنها تبيع برمجياتها فقط للحكومات الديمقراطية وتلتزم بسياسة تحظر صراحة استهداف المدنيين والصحفيين.

لكن تقرير سيتزين لاب الذي أعده الخبير جون سكوت رايلتون يقدم أدلة تقنية لا تقبل الجدل، مدعومة بتقرير منفصل للجنة برلمانية تابعة لمنظمة كوباسير أكدت تعاقد أجهزة الاستخبارات الإيطالية مع باراغون خلال العامين الماضيين.

المثير في التحقيق كشفه عن أن عمليات التجسس طالت نشطاء حقوق إنسان مثل لوكا كاساريني وجوزيبي كاتشيا بسبب علاقتهم بالمهاجرين غير الشرعيين وليس بسبب نشاطهم الحقوقي، مما يطرح تساؤلات خطيرة حول حدود استخدام هذه التقنيات وأهدافها الحقيقية.

هذه الفضيحة التي تتحول سريعًا إلى قضية رأي عام تهدد بإثارة عاصفة سياسية في إيطاليا والبرلمان الأوروبي، خاصة مع تصاعد الأدلة على انتهاكات منهجية لخصوصيات الشخصيات المعارضة تحت ذرائع أمنية.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.