كشف استطلاع حديث لمؤسسة جالوب عن تحول جذري في بيئات العمل الأمريكية مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث تضاعف استخدامها بين الموظفين خلال العامين الماضيين. وأظهرت البيانات أن 40% من العاملين الأمريكيين يستعينون بهذه التقنيات عدة مرات سنوياً على الأقل، مقارنة بـ21% فقط في 2023.
القطاعات التكنولوجية تقود الموجة الجديدة، حيث يعتمد نصف العاملين في هذا المجال على الذكاء الاصطناعي، تليها الخدمات المهنية بنسبة 34% والقطاع المالي بنسبة 32%. وتبرز الفجوة بين العمالة الذهنية واليدوية، حيث يستخدم 27% من "ذوي الياقات البيضاء" هذه الأدوات أسبوعياً، مقابل 9% فقط من "ذوي الياقات الزرقاء".
رغم هذا الانتشار الواسع، تشير تقارير ماكينزي إلى مفارقة مثيرة، حيث تخطط 92% من الشركات لزيادة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، لكن 1% فقط نجح في دمجها بشكل كامل في عمليات العمل. ويواجه القطاع تحديًا في تحقيق الاستفادة القصوى من هذه التقنيات، حيث يعتقد 15% من الموظفين أن وظائفهم معرضة للاستبدال بالذكاء الاصطناعي.
التقرير يكشف أيضًا عن نقص في الاستراتيجيات الواضحة، إذ أفاد 22% فقط من العاملين أن مؤسساتهم لديها خطة محددة لتبني الذكاء الاصطناعي، بينما وافق 16% فقط على فاعلية الأدوات المتاحة حاليًا في تحسين إنتاجيتهم. هذه المؤشرات تطرح تساؤلات حول الفجوة بين التبني السريع للتقنية والقدرة على توظيفها بشكل مثمر في بيئات العمل المختلفة.
إرسال تعليق