أصبحت الأجهزة الذكية جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، من الهواتف الذكية إلى الأجهزة المنزلية القادرة على التعرف على الأصوات والاستجابة للأوامر المختلفة، وقد ساهمت هذه الأجهزة في تسهيل حياة المستخدمين بشكل كبير، لكنها في الوقت ذاته تمثل تهديدا أمنيا غير مسبوق. فالمستشعرات والميكروفونات الموجودة فيها يمكن أن تتحول بسهولة إلى أدوات للتجسس على المستخدم دون علمه.
لا يعني هذا أن الشركات تصنع أجهزتها للتجسس، بل يكمن الخطر في إمكانية اختراق الأجهزة والوصول إلى الميكروفونات والكاميرات وأجهزة الاستشعار المختلفة. وهناك مجموعة من العلامات التي قد تكشف عن وجود مخترق يتنصت على المستخدم، وتختلف قليلا بين الأجهزة لكنها متشابهة في مجملها.
الهواتف الذكية تمتلك مكونات بسيطة يمكن استغلالها للتنصت، مثل الميكروفونات، حيث يمكن للمخترقين تثبيت تطبيقات خبيثة تطلب صلاحيات الوصول إلى الميكروفون والكاميرا والمستشعرات الأخرى، لتتمكن من جمع البيانات والتفاصيل التي يرغبون بها، بما يشمل الملفات المخزنة على الهاتف.
ولمواجهة هذه المخاطر، قامت الشركات بتطوير إشعارات تظهر للمستخدم عند استخدام الميكروفون. في هواتف أندرويد يظهر تنبيه مستمر أو نقطة صغيرة أعلى الشاشة، أما في هواتف آيفون فتظهر نقطة برتقالية مضيئة في نتوء الشاشة.
أما على أجهزة الحاسوب، فالوضع أكثر صعوبة، خصوصا في أجهزة ويندوز، إذ لا تتوفر مؤشرات مباشرة على استخدام الميكروفون. ويمكن للمستخدم هنا التوجه إلى إعدادات الخصوصية وصلاحيات التطبيقات لفحص الصلاحيات الممنوحة واكتشاف التطبيقات التي تصل إلى الميكروفون دون حاجة فعلية لذلك. على سبيل المثال، لا معنى لأن تطلب آلة حاسبة الوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون.
وأجهزة المنزل الذكية أيضا تمتلك مؤشرات ضوئية لإبلاغ المستخدمين بحالة الميكروفون، فمثلا جهاز أمازون أليكسا يظهر ضوءا أزرق عند الاستماع، بينما مكبرات الصوت الذكية من جوجل تصدر ضوءا أبيض نابضا بالحياة، وأجهزة آبل تمتاز بألوان متنوعة. ويمكن التحقق من الصلاحيات والوصول إلى الميكروفون من خلال قائمة الإعدادات الخاصة بكل جهاز على حدة، حيث تعرض كافة التفاصيل بوضوح.
يبقى التنبه ومتابعة إشعارات الأجهزة وفحص صلاحيات التطبيقات أهم خطوة لحماية الخصوصية، إذ يمكن للمستخدم حماية نفسه من التنصت غير المرغوب دون الحاجة لإجراءات معقدة.
إرسال تعليق