منذ إطلاقه أواخر عام 2022، غيّر شات جى بى تي من شركة أوبن إيه آي شكل العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، فبعد أن كان الذكاء الاصطناعى حكرًا على المؤسسات البحثية والشركات الكبرى، أصبح اليوم متاحًا للجميع من الطلاب والمهنيين إلى ربات البيوت والمبدعين.
يتميز شات جى بى تي بقدرته على فهم اللغة الطبيعية والتفاعل مع المستخدمين بطريقة قريبة من المحادثات البشرية، فهو لا يقدم إجابات جاهزة فحسب، بل يحلل السياق ويقترح أفكارًا ويكتب مقالات وتقارير وأكواد برمجية، مما جعله أداة لا غنى عنها في مجالات التعليم والعمل والإعلام والطب.
وقد تجاوز عدد مستخدميه 200 مليون مستخدم نشط شهريًا، ليصبح واحدًا من أسرع التطبيقات انتشارًا في التاريخ، ويصف خبراء التكنولوجيا هذا النموذج بأنه نقطة تحول في مسيرة الذكاء الاصطناعى، لأنه جعل التقنية أكثر قربًا من الإنسان وأكثر فهمًا لاحتياجاته.
ومع ذلك، يثير شات جى بى تي مخاوف حول مستقبل الوظائف وخصوصية البيانات، إذ يحذر بعض الخبراء من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعى، لكن في المقابل يرى آخرون أنه لا يلغي دور الإنسان، بل يدفعه لتطوير مهارات التفكير والإبداع والإشراف على الآلة بدلًا من منافستها.
شات جى بى تي لم يعد مجرد محادثة ذكية، بل أصبح مساعدًا رقميًا في مجالات متعددة تشمل الكتابة والإنتاج الصحفي حيث يمكن للصحفيين والمحررين استخدامه لصياغة مسودات أولية أو اقتراح خطوط بحث، والتعليم والتعلم حيث يساعد الطلاب على توليد أفكار أو شرح مفاهيم أو المساعدة في حل مسائل، والبرمجة والتطوير حيث يستخدمه بعض المبرمجين لتوليد أكواد أو اقتراح حلول جزئية، كما يمتد استخدامه اليومي إلى كتابة رسائل البريد الإلكتروني وصياغة السير الذاتية والتخطيط اليومي.
ووفقًا لدراسة داخلية أجرتها أوبن إيه آي بالتعاون مع باحثين في هارفارد، يرسل المستخدمون مئات الملايين من المحادثات يوميًا، وتظهر النتائج أن الاستخدامات غير المهنية مثل التصفح والاستفسارات العامة والمساعدة في المهام الشخصية تمثل غالبية التفاعل مع شات جى بى تي، مما يعكس مدى تأثيره المتنامي في الحياة اليومية لمستخدميه.
إرسال تعليق