كشف باحثون أمنيون عن ثغرة خطيرة في الميكروفونات الرقمية الحديثة تسمح بالتنصت على المحادثات دون الحاجة لاختراق الأجهزة أو تثبيت برمجيات خبيثة. الدراسة المشتركة بين جامعتي فلوريدا والاتصالات الكهربائية اليابانية حذرت من أن هذه الثغرة قد تؤثر على مليارات الأجهزة حول العالم.
الميكروفونات من نوع MEMS الموجودة في أجهزة الكمبيوتر المحمولة ومكبرات الصوت تصدر إشارات كهرومغناطيسية ضعيفة تحتوي على بقايا الصوت المسجل. باستخدام جهاز استقبال راديو FM وهوائي نحاسي بتكلفة لا تتجاوز مئة دولار، تمكن الباحثون من اعتراض هذه الإشارات عبر الجدران لمسافة تصل إلى مترين.
سارة رامبازي، أستاذة علوم الحاسوب بجامعة فلوريدا والمشاركة في الدراسة، أوضحت أن الاختبارات نجحت في التقاط أصوات اختبارية مثل "انزلق زورق البتولا على الألواح الملساء" بدقة ملحوظة. الأكثر إثارة للقلق أن هذه الثغرة تعمل حتى عندما لا يكون الميكروفون نشطاً، طالما هناك تطبيقات مثل Spotify أو Google Drive مثبتة على الجهاز.
قام الفريق البحثي بتحسين جودة الصوت المسروق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت وأوبن إيه آي، حيث وصلت دقة التعرف على الأرقام المنطوقة إلى 94.2%، مع معدل خطأ في النسخ لا يتجاوز 14%، مما يجعل معظم المحادثات مفهومة.
الباحثون اقترحوا عدة حلول تقنية للحد من هذه الثغرة، تشمل تعديل توقيت النبضات الرقمية عشوائياً وإضافة ضوضاء بيضاء إلى الإشارات الكهرومغناطيسية. لكنهم حذروا من أن المستخدمين حالياً لا يملكون سوى الوعي كوسيلة حماية أساسية.
هذه الاكتشافات تثير مخاوف جدية حول خصوصية المحادثات في المنازل والمكاتب، خاصة مع انتشار الأجهزة الذكية التي تحتوي على ميكروفونات. الباحثون قدموا نتائجهم للشركات المصنعة، حيث أبدى بعضها اهتماماً بينما رفض آخرون الاعتراف بالمشكلة، مؤكدين امتثالهم للمعايير التنظيمية الحالية.
إرسال تعليق