في تحول جذري يهدد مستقبل النشر الإلكتروني، كشف تقرير حديث عن انهيار كبير في زيارات المواقع الإخبارية بسبب اعتماد منصات الذكاء الاصطناعي على تقديم الإجابات مباشرة للمستخدمين. البيانات الصادمة تشير إلى ارتفاع الجلسات البحثية التي لا تنتهي بزيارة المواقع من 56% إلى 69% خلال عام واحد فقط.
الأرقام تكشف قصة مقلقة، حيث انخفضت الزيارات القادمة من جوجل إلى المواقع الإخبارية من 2.3 مليار زيارة إلى 1.7 مليار، فيما سجلت استفسارات الأخبار عبر ChatGPT قفزة هائلة بنسبة 212%. هذه التحولات تضع صناع المحتوى أمام تحد وجودي، حيث تتحول منصات الذكاء الاصطناعي إلى بوابات معرفة مستقلة بدلاً من كونها قنوات توصيل للجمهور.
المفارقة أن ChatGPT بدأ يظهر سلوكاً مختلفاً، حيث زاد من تحويل الزيارات إلى بعض المواقع الإخبارية الكبرى بنسب تصل إلى 8.9% لرويترز، في حين تواصل نيويورك تايمز معركتها القضائية ضد OpenAI رغم تحسن زياراتها بنسبة 3.1%.
جوجل التي شعرت بضغوط الناشرين، أطلقت مؤخراً خدمة OfferWall كحل بديل، تتيح للمواقع الإخبارية تنويع مصادر الدخل عبر الاشتراكات المدفوعة والمنتجات الرقمية. لكن السؤال الأكبر يبقى: هل ستكون هذه الحلول كافية لإنقاذ صناعة إعلامية تواجه أخطر تحول في تاريخها الرقمي؟
في خضم هذه العاصفة التكنولوجية، يبرز تحدٍ أساسي: كيف يمكن تحقيق التوازن بين تطور الذكاء الاصطناعي وحقوق الناشرين في عصر لم يعد فيه الجمهور بحاجة للنقر على الروابط للحصول على المعلومة؟ الإجابة قد تحدد مصير عشرات الآلاف من الوظائف الإعلامية في السنوات القليلة المقبلة.
إرسال تعليق